عندما لاحظ كيكو يوشيدا وزملائه في اليابان
أن أحد قرود التجارب بدأ يتصرف بشكل غريب قرروا دراسته عن كثب. وقد كانت تلك
السلوكيات التي ظهرت على القرد هى الحركات التكرارية , ضعف في التواصل الإجتماعي ,
وضعف القدرة على تغيير الاستجابات كرد فعل لسلوك الآخرين , تلك السلوكيات التى
تحمل تشابهاً مع سلوكيات طيف التوحد , كما أنهم وجودوا تشابهات أخرى بين القرد
والمصابين بالتوحد بدراسة الحمض النووي DNA.
ولكن مع ذلك التوحد هو اضطراب نمائي يشمل أنماط من
السلوك المرتبط بالإنسان وليس بغيره. إذاً هل من الممكن فعلاً أن يصاب القرد
بالتوحد ؟
دراسة الفريق الياباني قد لا تعطينا إجابة كاملة ولكنها
تشير غلى أن دراسة أدمغة القرود قد تساعدنا في فهم ما يحدث داخل مخ التوحدي.
هناك اعتقاد قوي أن التوحد هو اضطراب خاص بالبشر فقط من
ناحية أنماط السلوك الغير لفظي والتفاعل الإجتماعي , والإيماءات , تعبيرات الوجه
والإشارات وغيرها من السلوكيات الخاصة بالبشر.
يرتبط التوحد باضطراب اللغة وتأخرها وهى أحد أهم مهارات
الإنسان كما يشمل التوحد صعوبة في تتبع الأوامر وتوجيه الاخرين وهي اهم العمليات
العقلية والمعرفية التى يتميز بها الإنسان.
ولكن هذا لا يعنى أنه لا يمكن للحيوانات أن تعانى من خلل
عصبي مماثل ولكن بتأثير أضعف على سلوك الحيوان.
احدي النظريات عن اسباب التوحد هى نظرية الخلايا العصبية
المرآتية (2001) وقد اكتشفت تلك الخلايا في الحيوانات والانسان وهى تلك المسئولة
عن تقليد الشخص لمن حوله عند الإتيان بحركة أو تصرف ما. والنظرية تقضي بأنه في
حالة حدوث خلل في تلك الخلايا فإن قدرة الشخص على فهم وتقليد افعال الآخرين تتأثر
بالسلب بالتبعية.
وبينما تتوقف القدرة على فهم حركات الاخرين وتقليدها
يصعب التنبؤ بمعنى كلماتهم او اهميتها او ما ينتوى الاخر فعله وهو السلوك الابرز
في التوحد.
وجد العلماء اليابانيون بعد دراسة القرد من خلال
الاختبارات عدم قدرته على التقليد والتكيف كما انه اظهر ضعف في التواصل الاجتماعي
وسلوكيات مثل قضم الاظافر وقد اوضحت الدراسة قلة عدد الخلايا المرآتية العصبية في
دماغ القرد كما وجدوا تشابه في الاختلاف الجيني بين القرد والمصابين بالتوحد ,
ولكن يوشيدا أكد أن هذا ليس كافياً لتشخيص القرد بأنه مصاب بالتوحد ولكن الدراسة تفيد
بأنه يمكن للحيوان أن يصاب بما يشبه اعراض التوحد في الانسان مما يجعل دراسة
الاسباب التوحد اكثر سهولة
مترجم بتصرف
سحر عبدالله السماحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق