أى شخص يربي طفل الآن لديه قلق حيال تعامله طفله مع
الشاشات وهل تؤثر تلك الأجهزة على الأطفال ؟ أدمغتهم , تفاعلهم الإجتماعي , هل
تؤثر عليهم نفسياً وهل تؤدى لتأخر الكلام ؟
دراسة جديدة تناولها إجتماع جمعيات أكاديمية طب الأطفال
في الولايات المتحدة تطرح تلك التساؤلات وتظهر إجابات صادمة ..
تُظهر الدراسة أنه كلما ازداد استخدام الأطفال للألعاب
الإليكترونية كلما تعرضوا للشاشات ما بين عمر 6 أشهر إلى سنتين كلما أزدادت فرص
تأخرهم في الكلام.
شملت الدراسة 900 طفل في عمر 18 شهر وتمت أخذ معلومات من
آبائهم عن الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات والألعاب الإليكترونية خلال اليوم
بالدقائق , وتم إختبار الأطفال بمقياس لغوي مناسب وينطبق عليه معايير الدقة
والمصداقية , وتم الأخذ في الإعتبار الأصوات التى يعبر بها الطفل وهل يصدر أصوات
للفت الإنتباه أو الحصول على المساعدة , هل يعبر بالكلمات , حصيلته كلماته وقدرته
علي جمع الكلمات معاً لتكوين جملة بسيطة.
20% من الأطفال استخدموا الشاشات بمختلف أنواعها حوالى
28 دقيقة في اليوم , وأظهرت الدراسة أن كل 30 دقيقة إضافية يقضيها الطفل أمام
الشاشات تؤدي لزيادة نسبة تأخره اللغوي بنسبة 49% , وحددوا التأخر في تأخر اللغة
التعبيرية – أى إستخدام الأصوات والكلمات للتعبير عن الأشياء والإحتياجات وغيرها –
ولكن لم تُظهر الأبحاث علاقة بين إستخدام الهاتف المحمول
وضعف طرق التواصل الأخرى كالإيماءات , الإشارة , لغة الجسد , والتفاعل الإجتماعي.
"ولكننا بحاجة لأبحاث أكثر دقة"
هذا ما أضافته د.كاثرين بيركن – طبيبة أطفال وباحثة
بمستشفي للأطفال بتورنتو وأستاذ مساعد بطب الأطفال بجامعة تورنتو- حيث أكدت أن الدراسات
التى أظهرت ثمة علاقة بين استخدام الشاشات وتأخر اللغة ومشاكل التواصل الإجتماعى
تحتاج إلى المزيد من البحث والتدقيق للتأكد من السبب الرئيسي لتأخر اللغة , بالأخص
فيما يتعلق باستخدام الأطفال لتلك الشاشات بمساعدة وتوجيه الأم أو القائم على
رعاية الطفل أم بدون توجيه.
أما بالنسبة للأطفال بين 18 شهر و 24 شهر ابتعدت
الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال عن توصياتها بالحظر التام لإستخدام الشاشات
للأطفال في هذا العمر ولكن أوصت بأن يتم الأمر بتوجيه وإرشاد القائم على رعاية
الطفل لإختيار برامج مناسبة وهادفة ومساعدة الطفل على فهم ما يشاهده.
ويؤكد د.ماكروي هيجنز – أستاذ مساعدة بقسم علاج اللغة
والنطق والسمع بجامعة هنتر - , أن الطفل يتعلم من خلال اللعب والتفاعل والتواصل
الإجتماعي والمشاركة مع الآخرين وسماعهم وبناء حصيلة مفرداته مما يسمع , فكلما قضي
الطفل وقت أطول أمام الشاشات كلما قلت فرص مشاركته الإجتماعية وكذلك ازدادت فرص
تأخره عن النمو الطبيعي.
وأكد العلماء على أن أول عامين في حياة الطفل هامان بشكل
لا يصدق , فنمو الطفل اللغوي ينعكس بشكل أساسي على نجاحه الأكاديمي لاحقاً , حيث
أن هناك علاقة بين التأخر اللغوى وتأخر التحصيل الدراسي ومهارات القراءة والكتابة
, ولذلك يجب الإهتمام باكتساب الطفل للكلام , والحرص على عدم تأخره اللغوي في هذه
المرحلة هام جدا جدا إذاً أردنا إبقاء الطفل في مسار التطور الصحيح.
مترجم بتصرف
مدرب النطق واللغة سحر السماحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق