البحث عن مقال

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2016

التغذية العصبية الراجعة وتحسين سلوك الطفل التوحدي (هل هي طفرة علمية تنبأ بالقضاء على التوحد ؟)




يرجح العلماء مؤخراً أن الخلل في الخلايا العصبية المرآتية (mirror neuron system) في مراحل عمرية مبكرة هو المسئول عن العديد من الاضطرابات التي يعاني منها أطفال طيف التوحد  ASD

والخلايا العصبية المرآتية هي خلايا في المخ تنشط في حالتين : عندما نراقب تصرفات شخص آخر وعندما نقوم بتقليدها ولذلك فالأبحاث تشير إلى مسئولية الخلايا العصبية المرآتية عن قدرتنا على التقليد والمحاكاة وكذلك مسئوليتها عن العمليات الإدراكية مثل الحليل والمنطق والتخيل إلى جانب فهم المشاعر والعاطفة , وهى من الاضطرابات الرئيسية عند طفل التوحد.

وقد وجد العلماء أن نشاط تلك الخلايا يختلف عن الطبيعي في طفل التوحد , ومن الاختلافات هو عمل موجات دماغية محددة (MU brainwave) والتي وجد العلماء غيابها عند طفل التوحد , ويمكن قياس تلك الموجات بسهولة عن طريق مجسات توضع على الرأس في المكان الذي توجد به تلك الخلايا العصبية المرآتية.
ولذلك قام العلماء بإجراء اختبارات على ما يعرف بالعلاج بالتغذية العصبية الراجعة , وهذا العلاج يختص بتحسين نشاط الموجات الدماغية الغير موجودة أو المصابة في دماغ الطفل التوحدي , وبالتالي تحسن من سلوكياته وبالأخص تحسن قدرته على التقليد.

وتقوم تقنية (NFT – neurofeedback therapy ) أو التغذية العصبية الراجعة بتدريب الدماغ على تعديل تلك الموجات باستخدام مؤثرات بصرية , حيث يتم وضع مجسات على الرأس لعمل رسم لكهرباء المخ بينما تقدم للطفل المؤثرات البصرية على شاشة لتعديل الموجات وذلك بتقديم مؤثرات محددة تؤثر على اللاوعي وتظهر على الشاشة التغيرات في الموجات الدماغية في نفس الوقت.

وقد أظهرت النتائج نجاح مع العديد من الأطفال حيث تم اختبار الأطفال قبل التدخل بالتغذية العصبية الراجعة وبعدها في كل المجالات الإجتماعية , السلوكية , اللغة , الحسية , الإدراكية , ومن الناحية الصحية وقد أظهرت النتائج أن الأطفال تحسنوا وأصبحوا طبيعين تماماً. 

ملحوظة : العلاج بالتغذية الراجعة يستخدم أيضاً مع أطفال اضطراب فرط الحركة وتشتت الإنتباه , اضطرابات القلق , الزهايمر وغيرها

مترجم بتصرف
سحر السماحي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق